بين زمرد النهار واحبار المساء
بقلم رافد المحمداوي
في كل صباح أفر من ضجيج السياسة ومهاترات الساسة ومن بطونهم المنتفخة بخيرات البلاد الى فسحة من السكون أبحث فيها عن وطن لا يعلو فيه صوت على صوت الصدق ولا يحكمه جائع شبع من مال الجائعين
إذ ارتدي وجهي الاخر ذاك الذي يعرف الطريق بين الاحجار حيث الزمرد يهمس بلونه والياقوت يتوهج كقلب عاشق واللؤلؤ يروي حكايات البحار والمرجان ينثر عبقه كأنه من خزائن الف ليلة وليلة امشي بين دهاء التجار وهمسات السوق حيث للاموال طرب وللصفقات نشوة وهناك من يتقن فن الحيلة في الحلال يراوغ كظل في الشمس لا يؤذي ولا يؤذى
لكن ما كل محتال تاجر فبيننا من يختبئ خلف قناع ليس من الذهب ولا من الصدق.
وعندما يسدل الليل ستاره اخلع معطفي وارتدي قلمي اتحول من صانع للربح الى ناسج للكلمات قلمي يغازل اوراقي واحرفي تتراقص على سطورها كعاشق يكتب رسالته الاولى
هناك في صمت الليل احاور الخيال واغزل من القصص ما يليق بمقام الحكاية لعلها تجد مكانا في ذاكرة القراء وتصبح غدا من اجمل ما يروى.