حميد الغزي ... حين يكون المسؤول نبضًا لرياضة ذي قار



د.علي الخُزاعي

في الوقت الذي تشكو فيه أغلب المحافظات من غياب الدعم الرياضي، كانت ذي قار تكتب قصة مختلفة... قصةٌ عنوانها رجل اسمه الدكتور حميد الغزي، رجل لم يكن يومًا متفرجًا على تراجع الرياضة، بل كان حاميها، ورافدها، وصوتها في كل المحافل.

حين هددت الظروف نادي الناصرية بالهبوط من الدوري الممتاز، وقف الغزي بشجاعة وقال:

"أنا لم أتهاون في هذا الأمر، ولن أترك مدينة تعاني في هذا الطريق."

لم تكن تلك كلمات عابرة، بل كانت وعدًا من رجلٍ عاهد نفسه أن يكون صمام أمان لأبناء محافظته، وكان له ما أراد.

اليوم، وبفضل ذلك الدعم الحقيقي والوقوف الميداني، نرى نادي الناصرية يعود إلى الحياة، ويثبت وجوده في الدوري الممتاز، ويقاتل بشرف لأجل اسمه وتاريخه.

ولم يتوقف الحلم عند الناصرية، بل امتد ليصل نادي الغراف، الذي رفع راية التحدي، وصعد إلى دوري النجوم، حاملاً معه طموح أبناء المدينة، وراية الانتصار الرياضي الذي لم يأتِ من فراغ، بل جاء من دعمٍ إداري وشعبي، في مقدمته ذلك الرجل الهادئ العازم: حميد الغزي.
هو ليس مجرد مسؤول، بل أبٌ لكل لاعب، وأخٌ لكل مشجع، وصوتٌ لكل مدرب، هو من جعل الرياضة ليست حلمًا صعبًا بل مشروعًا واقعيًا، حين آمن بها، فأنشأ المشاريع الرياضية، ورعى المواهب، وفتح الأبواب المغلقة أمام طموحات الشباب.

لقد أدرك الغزي، أن الرياضة ليست ملعبًا فحسب، بل متنفسٌ للشباب، ومساحة للسلام، وبوابة للنجاح، فكان حريصًا على أن يُنجز، لا أن يُبرر، أن يُشيد لا أن يُجمّد، أن يُطلق الطاقات لا أن يُقيّدها.

اليوم ونحن نعيش لحظة فرح وانتصار، فإننا لا ننسى من كان خلف هذا الإنجاز...
لا ننسى من حمل همَّ الرياضة في قلبه، وجعلها أولوية، وأثبت أن القائد الحقيقي هو من يسير مع شعبه لا من يتقدمهم بالكلام فقط.
تحية من القلب للدكتور حميد الغزي، الذي لم يكن يومًا مسؤولًا عابرًا، بل صانعًا للفرق...
تحية لكل يدٍ ساهمت في أن تبقى ذي قار حاضرةً في ميادين الرياضة كما هي حاضرة في التاريخ والحضارة.

thamen

نقل الاخبار بدقه وشفافيه

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال