إيقاف برنامج الحكم الرابع... خطوة في الاتجاه الصحيح
أقدمت إدارة قناة الفضائية الأولى ، على خطوة صحيحة ومهنية تستحق الاحترام عندما قررت إيقاف بث برنامج الحكم الرابع ، وذلك بعد سلسلة من الحلقات التي شهدت خروجاً واضحاً عن المهنية والموضوعية من قبل مقدم البرنامج.
لقد بات واضحاً للمشاهد والمتابع الرياضي أن مقدم البرنامج اعتمد أسلوباً هجومياً لا مبرر له ولا يخدم مصلحة الرياضة ولا يسهم في تطويرها، بل أصبح في كثير من الأحيان أداة لتصفية الحسابات، وتوجيه الاتهامات دون أدلة، والتقلب في المواقف بشكل يثير التساؤلات. فالمسؤول الذي يهاجمه اليوم، قد يصبح محل مديح في اليوم التالي، مما أفقد البرنامج مصداقيته أمام الجمهور.
ليس من الخطأ أن يوجه الإعلام الرياضي نقداً بنّاءً للمؤسسات الرياضية، بل إن هذا من صميم دوره، لكن ما حدث في برنامج الحكم الرابع، تجاوز حدود النقد إلى الإساءة، والتشهير ، والتشكيك دون مسوغ واضح أو دليل ملموس. وهذا ما دفع الكثير من المتابعين، بل وحتى المختصين، إلى المطالبة بإعادة النظر في طبيعة الطرح الإعلامي الذي يُقدم عبر هذا البرنامج .
وقد أصابت إدارة القناة عندما اتخذت قرارها بوقف البرنامج، بعد أن رأت أن استمراره بهذا النهج لا يليق برسالة القناة ولا بالعاملين فيها.
كان الأجدر بمقدم البرنامج أن يلتزم بقواعد العمل الإعلامي ، وأن يمارس النقد بأسلوب مهني ، يبتعد عن الشخصنة والتهم ضد الآخرين، ويركز على جوهر القضايا بدلاً من إثارة الجدل لمجرد الجدل.
إن الإعلام الرياضي بحاجة ماسة اليوم إلى خطاب مسؤول، يسلط الضوء على الإخفاقات والنجاحات على حد سواء، ويكون داعماً لمسيرة التطوير، لا أداة للفرقة والشتات سوى تلك التي اعتمدها مقدم البرامج، والتي أصبحت معروفة لدى الجميع.