من أمن العقاب ... حطم الملعب
كتب / جعفر العلوجي
لم تكن بداية نهائي كأس العراق بين دهوك وزاخو تشبه نهايته ولا حتى ما جرى في منتصف الطريق كنتُ متوجسًا من إقامة المباراة في العاصمة بغداد وتحديدًا في ملعب الشعب الدولي إلا أنني آثرت التفاؤل وتوقعت أن يقدّم جمهور الفريقين صورةً مشرفةً تليق بالمناسبة خاصة بعدما امتلأت المدرجات بمشهدٍ طالما افتقدناه في مبارياتنا المحلية .
لكن للأسف لم تسر الأمور كما أملنا فقد عجز بعض المسؤولين في الاتحاد العراقي لكرة القدم عن تقدير حجم المخاطر والعواقب وسرعان ما تحوّل المشهد إلى فوضى مخيفة أعادت إلى الأذهان كوارث رياضية كحادثة ملعب بورسعيد .
المُحيّر أن هذا العنف المتبادل بين جماهير ناديين من محافظة واحدة لم يكن له ما يبرره لا منطقًا ولا انتماءً رياضيًا فما الدافع لكل هذا الاحتقان؟ ولماذا لم تكتمل الصورة التي رسمتها الجماهير حين قطعت مئات الكيلومترات لتشجيع فرقها؟ هل جاءوا حقًا لممارسة الشغب بدلًا من الاستمتاع بالمباراة .
لا جواب يمكن أن يبرر ما حدث وحتى الذكاء الاصطناعي لو سألناه لعجز عن تفسير هذا الكمّ من الفوضى والعنف وتخريب الممتلكات
ما جرى يجب أن يكون درسًا حاسمًا لا يُنسى ولا يصحّ أن تمر الحادثة دون محاسبة جادة فالأمر لا يقع على عاتق اتحاد الكرة وحده بل تتحمله أيضًا الجهات الأمنية والرياضية الأخرى التي يفترض بها أن تضع حدًّا رادعًا لهذا العبث الذي لا يمت للرياضة بصلة .
همسة ختامية ...
ما حدث امس لا يُعد حادثًا عابرًا بل جرس إنذار حقيقي يستدعي مراجعة شاملة وعلى جميع الأطراف المعنية من إدارات الأندية وروابط المشجعين والاتحاد الفرعي أن تعمل فورًا على إيجاد حلول واقعية تمنع تكرار هذه المظاهر المشوّهة
فلا اعتذار مقبول ولا ندم كافٍ ما لم يقترنا بعلاج جذري وحلول حازمة .